كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {ومن يقتل} من مبتدأ، و{متعمدا} حال من ضمير القاتل {فجزاؤه} مبتدأ، و{جهنم} خبره والجملة خبر من، و{خالدا} حال من محذوف تقديره: يجزاها خالدا فيها، فإن شئت جعلته من الضمير المرفوع، وإن شئت من المنصوب، وقيل التقدير: جازاه بدليل قوله: {وغضب الله عليه ولعنه} فعطف عليه الماضي فعلى هذا يكون خالدا حالا من المنصوب لاغير، ولايجوز أن يكون حالا من الهاء في جزاؤه لوجهين: أحدهما أنه حال من المضاف إليه، والثانى أنه فصل بين صاحب الحال والحال بخبر المبتدإ.
قوله تعالى: {فتبينوا} يقرأ بالباء والياء والنون من التبيين، وبالثاء والباء والتاء من التثبت، وهما متقاربان في المعنى {لمن ألقى} من بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، وألقى بمعنى يلقى لأن النهى لا يصح إلا في المستقبل، والذى نزلت فيه الآية قال لمن ألقى إليه السلام لست مؤمنا وقتله، و{السلام} بالألف التحية، ويقرأ بفتح اللام من غير ألف، وبإسكانها مع كسرة السين وفتحها، وهو الاستسلام والصلح {لست مؤمنا} في موضع نصب بالقول والجمهور على ضم الميم الأولى وكسر الثانية.
وهو مشتق من الإيمان، ويقرأ بفتح الميم الثانية، وهو اسم المفعول من أمنته {تبتغون} حال من ضمير الفاعل في يقولوا {كذلك} الكاف خبر كان، وقد تقدم عليها وعلى اسمها {إن الله كان} الجمهور على كسر إن على الاستئناف، وقرئ بفتحها وهو معمول تبينوا.
قوله تعالى: {من المؤمنين} في موضع الحال، وصاحب الحال القاعدون، والعامل يستوى، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في القاعدين فيكون العامل فيه القاعدون لأن الألف واللام بمعنى الذي {غير أولى الضرر} بالرفع على أنه صفة القاعدون لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم، وقيل هو بدل من القاعدين.
ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين أو من المؤمنين أو حالا، وبالجر على الصفة للمؤمنين {والمجاهدون} معطوف على القاعدين {بأموالهم} يتعلق بالمجاهدين {درجة} قيل هو مصدر في معنى تفضيلا، وقيل حال: أي ذوى درجة، وقيل هو على تقدير حذف الجار.
أي بدرجة: وقيل هو واقع موقع الظرف: أي في درجة ومنزلة {وكلا} المفعول الأول لـ {وعد}، و{الحسنى} هو الثاني، وقرئ ركل: أي وكلهم، والعائد محذوف: أي وعده الله {أجرا} قيل هو مصدر من غير لفظ الفعل، لأن معنى فضلهم أجرهم، وقيل هو مفعول به لأن فضلهم أعطاهم وقيل التقدير بأجر.
قوله تعالى: {درجات} قيل هو بدل من أجرا، وقيل التقدير: ذوى درجات وقيل في درجات {ومغفرة} قيل هو معطوف على ما قبله، وقيل هو مصدر: أي وغفر لهم مغفرة، و{رحمة} مثله.
قوله تعالى: {توفاهم} الأصل تتوفاهم، ويجوز أن يكون ماضيا، ويقرأ بالإمالة {ظالمي} حال من ضمير الفاعل في تتوفاهم، والإضافة غير محضة، أي ظالمين أنفسهم {قالوا} فيه وجهان: أحدهما هو حال من الملائكة وقد معه مقدرة، وخبر إن {فأولئك} ودخلت الفاء لما في الذي من الإبهام المشابه به الشرط، وأن لا تمنع من ذلك لأنها لا تغير معنى الابتداء، والثانى أن قالوا خبر إن، والعائد محذوف: أي قالوا لهم {فيم كنتم} حذفت الألف من ما في الاستفهام مع حرف الجر لما ذكرنا في قوله: {فلم تقتلون أنبياء الله} والجار والمجرور خبر كنتم، و{في الأرض} يتعلق بمستضعفين {ألم تكن} استفهام بمعنى التوبيخ {فتهاجروا} منصوب على جواب الاستفهام، لان النفى صار إثباتا بالاستفهام {وساءت} في حكم بئست.
قوله تعالى: {إلا المستضعفين} استثناء ليس من الأول، لأن الأول قوله: {تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} وإليه يعود الضمير من مأواهم، وهؤلاء عصاة بالتخلف عن الهجرة مع القدرة، وإلا المستضعفين من الرجال هم العاجزون، فمن هنا كان منقطعا و{من الرجال} حال من الضمير في المستضعفين، أو من نفس المستضعفين {ولا يستطيعون} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حال مبينة عن معنى الاستضعاف.
قوله تعالى: {مهاجرا} حال من الضمير في يخرج {ثم يدركه} مجزوم عطفا على يخرج، ويقرأ بالرفع على الاستئناف، أي ثم هو يدركه، وقرئ بالنصب على إضمار أن لأنه لم يعطفه على الشرط لفظا، فعطفه عليه معنى كما جاء في الواو والفاء.
قوله تعالى: {أن تقصروا} أي في أن تقصروا، وقد تقدم نظائره، ومن زائدة عند الأخفش، وعند سيبويه هي صفة المحذوف: أي شيئا من الصلاة {عدو} في موضع أعداء، وقيل عدو مصدر على فعول مثل القبول والولوع فلذلك لم يجمع.
و{لكم} حال من عدو أو متعلق بكان.
قوله تعالى: {لم يصلوا} في موضع رفع صفة لطائفة وجاء الضمير على معنى الطائفة، ولو قال لم تصل لكان على لفظها، و{لو تغفلون} بمعنى أن تغفلوا و{أن تضعوا} أي في أن تضعوا.
قوله تعالى: {قياما وقعودا وعلى جنوبكم} أحوال كلها {اطمأننتم} الهمزة أصل، ووزن الكلمة افعلل، والمصدر الطمأنينة على فعليلة، وأما قولهم طامن رأسه فأصل آخر، و{موقوتا} مفعول من وقت التخفيف.
قوله تعالى: {إن تكونوا تألمون} الجمهور على كسر إن وهى شرط.
وقرئ {أن تكونوا} بفتحها: أي لأن تكونوا، ويقرأ {تيلمون} بكسر التاء وقلب الهمزة ياء وهى لغة.
قوله تعالى: {بالحق} هو حال من الكتاب، وقد مر نظائره {أراك} الهمزة هاهنا معدية، والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه، وهو من الرأى، وهو متعد إلى مفعول واحد، وبعد الهمزة يتعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والآخر محذوف أي أراكه، وقيل المعنى علمك، وهو متعد إلى مفعولين أيضا، وهو قبل التشديد متعد إلى واحد كقوله: {لا تعلمونهم} {خصيما} بمعنى مخاصم، واللام على بابها: أي لأجل الخائنين، وقيل هي بمعنى عن.
قوله تعالى: {يستخفون} بمعنى يطلبون الخفاء وهو مستأنف لا موضع له.
{إذ يبيتون} ظرف للعامل في معهم.
قوله تعالى: {ها أنتم هؤلاء جادلتم} قد ذكرناه في قوله: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم} {أم من} هنا منقطعة.
قوله تعالى: {أو يظلم نفسه} أو لتفصيل ما أبهم، وقد ذكرنا مثله في غير موضع.
قوله تعالى: {ثم يرم به بريئا} الهاء تعود على الإثم، وفى عودها عليه دليل على أن الخطيئة في حكم الإثم، وقيل تعود على أحد الشيئين المدلول عليه بأو، وقيل تعود على الكسب المدلول عليه بقوله: {ومن يكسب} وقيل تعود على المكسوب والفعل يدل عليه.
قوله تعالى: {ولولا فضل الله} في جواب لولا وجهان: أحدهما قوله: {لهمت} وعلى هذا لا يكون قد وجد من الطائفة المشار إليها هم بإضلاله.
والثانى أن الجواب محذوف تقديره: لأضلوك، ثم استأنف فقال: لهمت: أي لقد همت تلك، ومثل حذف الجواب هنا حذفه في قوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم} {وما يضرونك من شئ} من زائدة، وشئ في معنى ضرر فهو في موضع المصدر.
قوله تعالى: {من نجواهم} في موضع جر صفة لكثير.
وفى النجوى وجهان: أحدهما هي التناجى، فعلى هذا يكون في قوله: {إلا من أمر} وجهان: أحدهما هو استثناء منقطع في موضع نصب، لأن من للأشخاص وليست من جنس التناجى.
والثانى أن في الكلام حذف مضاف تقديره: إلا نجوى من أمر، فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من نجواهم، وأن يكون في موضع نصب على أصل باب الاستثناء ويكون متصلا.
والوجه الآخر أن النجوى القوم الذين يتناجون، ومنه قوله: {وإذ هم نجوى} فعلى هذا الاستثناء متصل، فيكون أيضا في موضع جر أو نصب على ما تقدم {بين الناس} يجوز أن يكون ظرفا لاصلاح، وأن يكون صفة له فيتعلق بمحذوف، و{ابتغاء} مفعول له وألف {مرضات} من واو {فسوف نؤتيه} بالنون والياء وهو ظاهر.
قوله تعالى: {ومن يشاقق} إنما جاز إظهار القاف لأن الثانية سكنت بالجزم، وحركتها عارضة لالتقاء الساكنين والهاء في قوله: {ونصله} مثل الهاء في {يؤده إليك} وقد تكلمنا عليها.
قوله تعالى: {لمن يشاء} اللام تتعلق بيغفر.
قوله تعالى: {إلا إناثا} هو جمع أنثى على فعال، ويراد به كل مالا روح فيه من صخرة وشمس ونحوهما، ويقرأ أنثى على الأفراد، ودل الواحد على الجمع، ويقرأ {إنثا} مثل رسل فيجوز أن تكون صفة مفردة مثل امرأة جنب، ويجوز أن يكون جمع أنيث كقليب وقلب، وقد قالوا حديد أنيث من هذا المعنى، ويقرأ {أثنا} والواحد وثن وهو الصنم، وأصله وثن في الجمع كما في الواحد، إلا أن الواو قلبت همزة لما انضمت ضما لازما، وهو مثل أسد وأسد، ويقرأ بالواو على الأصل جمعا، ويقرأ بسكون الثاء مع الهمزة والواو، و{مريدا} فعيل من التمرد.
قوله تعالى: {لعنة الله} يجوز أن يكون صفة أخرى لشيطان، وأن يكون مستأنفا على الدعاء {وقال} يحتمل ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون الواو عاطفة لقال على لعنة الله وفاعل قال ضمير الشيطان، والثانى أن تكون للحال: أي وقد قال.
والثالث أن تكون الجملة مستأنفة.
قوله تعالى: {ولاضلنهم} مفعول هذه الأفعال محذوف: أي لأضلنهم عن الهدى {ولأمنينهم} الباطل {ولآمرنهم} بالضلال.
قوله تعالى: {يعدهم} المفعول الثاني محذوف: أي يعدهم النصر والسلامة، وقرأ الأعمش بسكون الدال، وذلك تخفيف لكثرة الحركات.
قوله تعالى: {عنها} هو حال من {محيصا} والتقدير محيصا عنها، والمحيص مصدر، فلا يصح أن يعمل فيما قبله، ويجوز أن يتعلق عنها بفعل محذوف وهو الذي يسمى تبيينا، أي أعنى عنها، ولايجوز أن يتعلق بيجدون لأنه لا يتعدى بعن، والميم في المحيص زائدة، وهو من حاص يحيص إذا تخلص.
قوله تعالى: {والذين آمنوا} مبتدأ والخبر {سندخلهم} ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره ما بعده: أي وندخل الذين و{وعد الله} نصب على المصدر، لأن قوله سندخلهم بمنزلة وعدهم، و{حقا} حال من المصدر، ويجوز أن يكون مصدر الفعل محذوف: أي حق ذلك حقا.
قوله تعالى: {ليس بأمانيكم} اسم ليس مضمر فيها ولم يتقدم له ذكر، وإنما دل عليه سبب الآية.
وذلك أن اليهود قالوا نحن أصحاب الجنة، وقالت النصارى ذلك.
وقال المشركون لانبعث، فقال: ليس بأمانيكم: أي ليس ما ادعيتموه.
قوله تعالى: {من ذكر أو أنثى} في موضع الحال وفى صاحبها وجهان: أحدهما ضمير الفاعل في يعمل.
والثانى من الصالحات أي كائنة من ذكر أو أنثى، أو واقعة ومن الأولى زائدة عند الأخفش، وصفة عند سيبويه: أي شيئا من الصالحات {وهو مؤمن} حال أيضا.
قوله تعالى: {ممن أسلم} يعمل فيه أحسن، وهو مثل قولك: زيد أفضل من عمرو: أي يفضل عمرا، و{لله} يتعلق بأسلم، ويجوز أن يكون حالا من {وجهه} {واتبع} معطوف على أسلم، و{حنيفا} حال، وقد ذكر في البقرة، ويجوز أن يكون هاهنا حالا من الضمير في اتبع {واتخذ الله} مستأنف.
قوله تعالى: {وما يتلى} في ما وجوه: أحدها موضعها جر عطفا على الضمير المجرور بفى، وعلى هذا قول الكوفيين لأنهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار.
والثانى أن يكون في موضع نصب على معنى: ونبين لكم ما يتلى لأن يفتيكم يبين لكم.
والثالث هو في موضع رفع، وهو المختار.